تمكّن الطالبان عمر محمد سعد ورودينا فيصل الشناوي من تحقيق المركز الأول في المسابقة العالمية لتصنيع الروبوت، التي أقيمت في رومانيا.
وحقق الطالبان المصريان اللذان يدرسان في الصف الخامس الابتدائي هذا المركز المتقدم بعد منافسة شرسة مع أكثر من 300 فريق على مستوى العالم.
كواليس الفوز
ويحكي الطالب المصري كواليس الفوز بالمسابقة العالمية لتصنيع الروبوت قائلا: "نافسنا مجموعات قوية للغاية من مختلف الدول، كانت تتكون بعضها من 7 أفراد، وهذا بالتأكيد عدد كبير يعطيهم نسبة من الأفضلية".
وتابع عمر في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "أنا ورودينا كنّا في قمة تركيزنا لتحقيق مركزا متقدما في المسابقة، حيث يكون أمامنا روبوت ولكن جميع أوامره خاطئة وأرقام التشغيل التي يعمل بها ليس كما يجب، وعلينا في خلال ثوانٍ معدودة ضبط تلك البرمجة لكي يعمل دون أخطاء، الأهم هو معرفة الخطأ وسرعة معالجته في وقت قصير للغاية".
أحَب عمر البرمجيات منذ صغره، وبحث وتعلّم كثيرا: "كنت أجلس بالساعات أمام الأجهزة والبرامج التعليمية وأقرأ بقوة لكي أتعلم، حتى دخلت عدد من المدارس والأكاديميات لكي أتمكن من الدخول في مرحلة متقدمة ومعرفة أسرار عالم البرمجات".
وحقق الطالبان المصريان 4 محاولات نجاحة في المسابقة، ثلاث منها كانت قبيل انتهاء الوقت المحدد بثانية واحدة، والرابعة كانت مع لحظة إعلان انقضاء الوقت بالضبط وهو 20 ثانية.
تميّز منذ الصغر
تقول الدكتورة رشا عبد الله سعودي، والدة عمر، إن نجلها كان يحب التعلّم منذ الصغر، منذ الشهور الأولى وهو يلتفت لكل ما هو متميز: "نحن في قرية ولكي نعطي الأطفال كورسات (دروس إضافية) فهذا أمر ليس بالسهل لأنها مكلّفة بجانب كونها غير متوفرة، ولكنّنا عملنا المستحيل لكي نعطيه كورسات لتنمية المهارات، والحسابات الذهنية ومن بعدهم التعمق أكثر وأكثر".
وتابعت سعودي في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية": "منذ سنوات بدأ عمر في القراءة في الفيزياء والفلك والهندسة، حتى بدأ يتعلم في مجال الروبوتات والبرمجة عن طريق الكورسات والقراءة، وجميع من تعامل معه يؤمن بأنه متميزا في هذا المجال، لذلك كان هناك إصرار على السفر للمسابقة حتى ولو كانت تكلفتها المالية كبيرة علينا".
وأكدت والد الطالب المصري الحاصل على المركز الأول في المسابقة العالمية لتصنيع الروبوت:
- أرسل لي الكابتن المشرف على تدريبه فيديو للحظة الفوز، سجدت لله شكرا، ووالده ظل يقفز فرحا.
- عمر ورودينا متميزان للغاية، وكان لدينا ثقة كبيرة في رفع اسم مصر عاليا.
- حصل عمر على المركز الثاني على مستوى الوطن العربي في إحدى مسابقات الفلك الكبرى.
- كان هناك فارق كبير في النتيجة النهائية، حيث نفذ الفريق صاحب المركز الثاني المطلوب في زمن 24 ثانية، والمراكز المتبقية تجاوزا الثلاثين ثانية.
- يتمنى عمر تنفيذ روبوت يشعر بالأحياء تحت الأنقاض، يكون مزودا بكاميرا وحسّاس حراري لمعرفة الأحياء من الأموات، فيقوم بإعطاء إشارة بوجود أحد على قيد الحياة، ومن ثم عمل درع حماية حول الرأس حتى تتمكن الفرق المسؤولة من إنقاذه.
- لدينا أمل للسفر إلى الصين للمسابقة المقبلة لأنها من المسابقات العالمية الكبرى، ولكن نتمنى أن يكون هناك رعاة ودعم من قِبل الجهات المعنية.
ثقة في تحقيق البطولة
وتقول رودينا الشناوي إن بداية حبها لعالم الذكاء الاصطناعي والبرمجة بدأ منذ سنوات، من خلال القراءة، غير أن المرحلة الفارقة كانت منذ عام تقريبا عندما بدأت التعلّم والدراسة الفعلية، والتي طوّرت من قدراتها وإمكانياتها كثيرا.
وتابعت رودينا في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية": "سعيدة للغاية بالفوز بالمركز الأول في المسابقة العالمية، وأن أرفع رأس أهلي ومدربيني عاليا، فكان لدي ثقة في تحقيق مركزا متقدما من قبل السفر".
وتُحب صاحبة الـ12 عاما علم الفلك والهندسة جدا وتتمنى أن تتعلم الكثير عنهم خلال الفترة المقبلة، منوهة أنها استطاعت مع عمر تنفيذ المطلوب في المسابقة في وقت قياسي أقل من المعدل المحدّد للمسابقة، وهو ما أثار إعجاب الجميع.
البداية الاحترافية
في الوقت نفسه يؤكد فيصل محمد والد رودينا أن ابنته تعلّمت مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي بالشكل الاحترافي منذ عام تقريبا، وكانت كل معلوماتها قبل ذلك من خلال القراءة والإطلاع والشغف بهذا العالم.
"كنّا نريد أن تُنفذ الشيء الذي تحبه، وندعمها وندفعها نحوه، حتى دخلت مسابقة كبيرة على مستوى الجمهورية وتعلّمت من خلالها وحصدت مركزا متقدما، ولكن لم يكن المركز الأول وهو ما سبب لها بعض الإحباط"، حسب حديث فيصل.
وأكمل والد رودينا في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": "ساعدناها لكي تخرج من حالة الضيق وتتعلم وتُدرك أخطاءها وهو ما ظهر في تلك المسابقة العالمية، التي بيّنت مقدار تركيزها وجديتها، حيث كنّا نتابعها يوميا من الكابتن المسؤول عنها، والذي كان دائم الثناء على ما تقدمه".
وتابع والد الطالبة الحاصلة على المركز الأول في المسابقة العالمية لتصنيع الروبوت:
- الفريق في البداية كان خمسة أفراد، غير أن الذين سافروا هي وعمر فقط.
- وقفنا بجانبها لكي تسافر في هذا السن المبكر لكي تنمي من خبراتها وقدراتها، وتكوّن تجربة مختلفة وفريدة.
- لحظة الفوز كانت مثالية، وشعرنا بأننا نسير على المسار الصحيح.
- ندعمها بقوة ونشجعها، وأي مسابقة سنرى بأنها مناسبة سنقف بجوارها ماديا ومعنويا.